صورة مثيرة للجدل تجمع مدير أمن لحج بصلاح البعالي: هل تتحول العدالة إلى تواطؤ؟
الصبيحة-نيوز
في لحظة صادمة أشعلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهر مدير أمن لحج، ناصر الشوحطي، في صورة ودية مع مدير قسم شرطة أكتوبر، صلاح البعالي، المعروف بتاريخه الطويل في الانتهاكات والتجاوزات. هذه الصورة أثارت موجة غضب واسعة بين المواطنين، خاصة أولئك الذين كانوا يأملون في أن يتحرك الشوحطي لمحاكمة البعالي على ممارساته التعسفية. وبدلاً من ذلك، يبدو أن الصورة بعثت برسالة مختلفة تمامًا، حيث بدت وكأنها تأكيدٌ على حماية البلطجية في جهاز الأمن.ما زاد الطين بلة أن هذه الصورة جاءت في توقيت حساس، حيث تصاعدت وتيرة الشكاوى ضد البعالي من أبناء المناطق الشمالية، الذين تعرضوا لاعتداءات جسدية وابتزاز مالي في سوق 14 أكتوبر. وفقًا لتقارير عديدة، أقدم البعالي على اعتقال أكثر من أربعين مواطنًا، وتعذيبهم وإجبارهم على دفع فدية تقدر بـ 500 ألف ريال يمني لكل شخص، مع تهديدهم بالسجن والتعذيب إذا تجرأوا على تقديم شكاوى ضد تصرفاته.رغم هذا الكم الهائل من البلاغات والشهادات التي تطالب بالعدالة، جاءت الصورة لتعمق الشكوك حول موقف الشوحطي، وهل هو حقًا معني بتحقيق العدالة أم أنه بات جزءًا من منظومة تساهم في حماية المتهمين بالتجاوزات؟المشهد لا يتوقف عند هذه الصورة فقط، بل يتعداه إلى تساؤلات أكبر حول دور مشايخ يافع، الذين لطالما عُرفوا بمواقفهم الحازمة تجاه الظلم. لماذا هذا الصمت؟ وكيف يمكن لقيادات المنطقة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الانتهاكات المتكررة؟إن الشعب في لحج، وأبناء المناطق الشمالية على وجه الخصوص، باتوا يشعرون بأن العدالة لم تعد في صفهم، بل باتت تُستغل لحماية من يستغل سلطته للإساءة إلى المواطنين. هذه الصورة لم تعد مجرد لقطة عابرة، بل أصبحت رمزًا لصراع أعمق بين صوت العدالة وصوت الفساد المتغلغل في أجهزة الأمن.إذا لم يتحرك المسؤولون والمشايخ لوقف هذه الفوضى، فإن فقدان الثقة في المؤسسات الأمنية سيزداد، وسيتحول السؤال من “من يحمي البلاطجة؟” إلى “هل هناك من يحمي الشعب؟”